المساهمات : 25 تاريخ التسجيل : 24/02/2008 العمر : 34
موضوع: الوردة الحمراء الخميس مارس 06, 2008 3:55 pm
الوردة الحمراء ما تزال الثلوج تتساقط في القسم الشرقي بغزارة كما لم تعهدها المدينة من قبل و يكاد الرجل لا يرى يده أمامه إذا بسطها من شدة الظلام فقد تجاوزت الساعة الثانية عشرة صباحا و مازال (جهاد) هائماً على وجهه في هذا البرد يبحث عن كسرة خبز بين أكوام الثلج البيضاء كمن يبحث عن إبرة في كوم قش . هاهي الأيام الثلاثة قد انقضت و مازالت أحشائه تستجير به فهي لم تذق لقمة واحدة منذ فترة ، كما أن جسده الذي لم تقربه المياه منذ أشهر بدأ يمل هذه الرائحة الملازمة له ، حتى أن أطفال الحي كانوا يطاردوه بالحجارة كأنه وباء يهاجم المدينة أو أنه جرذ نتن يهاجم المحاصيل ، الكل هنا يأبى مجالسته و الحديث معه فلم يرى مهربا سوى أن يكلم نفسه : _ آه ... آه من هذه الحياة اللعينة ، لماذا يا رب ؟ ماذا فعلت كي تعاقبني ؟ . و لكن لم يكن هناك من يرد عليه تساؤلاته سوى عزف الثلوج في ناي الهواء ، أ ين يذهب مشرد مثله أين يحتمي ؟ كل الناس وضعوا القطن في أذانهم فهم لا يسمعون صرخاتهم الصامتة في عتمة الليل فلا يسمعون سوى رنة الدينار و الدرهم ، كل الناس رسموا الغشاوة في أعينهم فلا يرون سوى شهواتهم و نزواتهم المدمرة ، الكل يتجنب هؤلاء المساكين و كأنهم لعنة من السماء حلت بأهل الأرض ، أليسوا هم من صنع أيدينا . فلماذا إذاً نتجنبهم ؟ . و رغم ذلك تظل هناك بارقة أمل في عيني (جهاد) فهاهو هناك يرى بريق بين أكوام الثلوج فأخذ يفكر : _ لا بد بأنه مصباح علاء الدين أو أنه الخاتم السحري ، الحمد لكي ارب الآن سأطلب و أتمنى و لكن ماذا سأطلب ... حسناً وجدتها : بداية سأطلب لنفسي مكاناً أبيت فيه و عشاءاً ، نعم... نعم عشاء فاخر فأنا جد جائع. ثانياً سأطلب أميرة حسناء تعيش بقربي تحبني و أحبها ، أجل...أجل فقد وصلت سن الزواج و آن لي أن أستقر... حسناً و أخيراً أريد المال ، الكثير من المال لي و للذين يعانون مثلي في حياتهم ، لأولئك الأطفال المشردين و الملقين على أعتاب المساجد و الكنائس ما ذنبهم إن كان أبائهم و أمهاتهم قد أخطئوا........ هل هو حقاً مجنون كما يقول الناس عنه و إن كان كذلك فكيف لمجنون أن يتمنى أمنيات لا يتمناها سوى العقلاء . هاهو الآن يتجه مسرعاً و قلبه يسبقه إلى ذلك المصباح و الابتسامة تعلو وجهه الحزين و فجأة يقف و كأن صاعقة قد نزلت به و أخذ يبكي و يصرخ : _ لماذا ... لماذا ؟ حتى الأحلام محرمة علينا ... ثم يقف صامتاً يتأملها و يبدأ بالحديث معها: _ ماذا تفعلين هنا في هذا الجو البارد؟ . حتى أنك وحيدة مثلي فلا أحد حولك يؤنسك في هذا الجو سواي . حتى الثلوج ترفض أن تغطيكِ . آه ... أيتها الوردة الحمراء لا أحد يريد أن يكون معك سواي ولكن حتى أنا لم أردك يوما ولكن القدر قد ساقني إليك ربما لكي أقطفك . ربما... قطف الزهرة و اتجه نحو قبر أمه المتوفاة منذ بضع سنين ، و ضع الزهرة على رخام قبرها و تمدد قربها : _ أتدرين يا أماه إن هذه الزهرة تشبهني كثيراً ، لا .. لا بل هي أفضل مني على الأقل لديها عطرها و رونقها ؟أما أنا ماذا لدي ؟!... آه يا أمي كم أنا مشتاق إليك ، أشتاق لحضنك الدافئ الذي عودتني عليه ، أحتاج ليديك كي تمسح لي جبيني ، أحتاج لحنانك كي يمسح لي دموعي ... آه.يا أماه. نظر بجانبه و إذا الزهرة تغط بنوم عميق و هي تودع حياتها ، حتى هو بدأ يشعر بالنعاس ، كان خائفاً من النوم كي لا يموت من البرد و لكنه الآن : _ لا هذه الزهرة ليست أشجع مني علمت أنها ستموت و رغم ذلك فقد جاءت معي لم تخف و لم ترتعب ، حسنا ً سأكون مثلها ، سأكون شجاعاً لمرة واحدة في عمري. و أخذ يغط هو الأخر بنوم عميق حاضنا تلك الزهرة الحمراء و قبر أمه ... حتى نهاية عمره... بقلم : أمير الشروق . تمت بحمد الله
dody pink
المساهمات : 41 تاريخ التسجيل : 24/02/2008
موضوع: رد: الوردة الحمراء الجمعة مارس 07, 2008 9:20 am
قصه جميله جداااااااااااااااااااااااااا بس يا ترى ملهاش اجزاء تانيه؟
امير الشروق
المساهمات : 1 تاريخ التسجيل : 09/04/2008
موضوع: رد على الموضوع الأربعاء أبريل 09, 2008 12:45 am
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أما بعد : أيها الأخ الفاضل هلا تكرمت و قلت لأعضاء المنتدى بأن موضوعك هذا منقول من منتدى الحب او منتدى خواطر فأنا الكاتب الاصلي لها و قد تم نشرها قبلك بفترة طويلة في منتديات اخرى و لك جزيل الشكر