بنحبك .. يا بنت الإيه

يا حبيبتي يا أم الدنيا يا أغلى الأوطان من ده اللي يقدر يوصل بيكي لبر أمان .. ويعدي بيكي على بكرة غير الشجعان – شعبك الرائع العاشق لترابك رغم كل الظروف

كلمات – صوت مصر – منير في هذه الأغنية هي الحقيقة بعينها فمن يستطيع أن يعبر بمصر الى المستقبل هو شعبها .. شعبها فقط هو من يستطيع ان يهتف بإسمها من القلب دون أن يتجمل أو يقولها وهو ينهش لحمها .. الشعب الغلبان فقط هو من يعشق هذا الوطن رغم كل ما يواجهه من مشاكل وصعاب ولكنه عندما يقول – بلادي بلادي لك حبي وفؤادي – فهو يقولها – بجد – دون تمثيل أو تكلف أو منظرة .

الشعب المصري الذي خرج في القاهرة وجميع المحافظات وفي جميع البلاد العربية هو من يستطيع أن يعبر بمصر الى المستقبل ليس شخص أو أثنين أو ثلاثة أو حكومة أو رجال أعمال .. الشعب المصري هو من يستطيع أن يعبر بنا أيها السادة الى المستقبل .

الشعب المصري الذي نسيتموه هو من خرج عن بكرة أبيه يحتفل – بوطنه – بطبيعية وحب غير عادي .. الشعب المصري هو الذي توحد فجأة من أجل أن تبقى – مصر فوق الجميع – الشعب المصري الغلبان الذي يعيش في كل الصعاب التي نعرفها جميعا عندما يجد أن هناك – أمل – في أي شئ في بلده يخرج ليحتفل به كما رأينا .

لم يطلب أحد من هؤلاء البشر أن ينزلوا الى الشوارع بهذا الشكل الهيستيري لكي يعبروا عن أفراحهم لم ينتظروا ملايين أو هدايا ولم ينتظروا أن يظهروا على عدسات التلفزيونات وهم يرتدون أعلام مصر في برلمان مصر لكي يوهموا الجميع أنهم يعرفون معنى الوطن ؟؟ لقد خرجوا فقط لكي يقولوا – تحيا مصر – من قلبهم ولم ينتظروا شئ .. رقصوا وغنوا من أجل وطنهم لأنهم يعشقونه .. غنوا من أجل الوطن الذي يبحث عن من يعبر به الى بر الأمان .. وهذا الشعب هو من يستطيع أن يعبر بهذا الوطن .

منتخب مصر .. الإسم .. المعنى .. المكانة هي مصر في عيون شبابها .. الشباب وجد في حسن شحاتة شخص يتفانى في أداء واجبه ولا يهمه نقد ولا يهمه كلام من أحد – حتى عندما أنتقدناه كان يقابلنا بإبتسامة رقيقة قائلا .. عادي ده شغلكم المهم يبقى بأحترام – ونحن إلتزمنا بهذا .. أختلفنا معه ولكن باحترام .. وعندما دخلنا في الجد – كنا الكل في واحد – لهذا يعشق الشباب منتخب مصر .

لاعبون على مستوى المسئولية .. يعرفون حق الله عليهم ويعرفون حق وطنهم ويعرفون حق جماهيرهم ويقدمون كل ما لديهم من أجل سمعة بلادهم وسمعتهم شخصيا .. لهذا يعشق الشباب منتخب مصر .

عندما يجد هذا الشعب – المنسي – شئ واحد يرفع معنوياته سيخرج منه ما لا تتوقعوه .. ليس في الكرة أو الرياضة بل في كل شئ .. أعطوا هذا الشعب وهؤلاء الشباب حقهم اجعلوهم يخرجوا ما بداخلهم من أجل وطنهم .. أستغلوا الطاقة التي رأيتموها في أحتفالات النصر بالكأس .. أستغلوا أسم مصر الذي تردد على كل لسان .. أستغلوا كل هذه الطاقة التي شاهدتموها وأدهشتكم جميعا وحاول التقليل من شأنها البعض قائلا " أيه الهيافة ديه " كل ده علشان كورة ؟

ولهم نقول .. لا ليست هيافة .. وليست فقط من أجل الكورة .. أنها فرحة شعب بوطن .. أنها فرحة شباب بقيمة .. أنها أمل رأيناه في كل العيون كبير وصغير رجل وأمرأة شاب وفتاة .. أنها فرحة العثور على معنى الوطن .. الوطن الذي ينتصر .. الوطن الذي يجد من يخلص له ويعرف قيمته .. الوطن الذي يعطي له الجميع ثم يأخذون منه .. وليس وطن الهزيمة .. وطن الإنكسار .. وطن البطالة .. وطن النهب والسرقة والفساد ... لهذا أيها السادة أحتفل الشعب وأحتفل الشباب .. أحتفلوا بمصر .. ومنتخبها .. أحتفلوا بوطنهم الذي وجدوا أخيرا من يعمل لأجله ... لقد كانت فرحة شعب بوطنه وليست هيافة .

أستغلوا كل ما قلناه .. لكي لا تكون هذه الكأس مثل الماضية .. فرحة وعدت .. ويبقى الشباب يبحث عن وطنه .. عن كيانه .. عن حقيقته حتى يتجمع في بطولة أخرى أو مباراة أخرى .. فقط أعطوا هذا الشباب حقه من الأحترام .. فقط أجعلونا .. الكل في واحد .. كما كنا مساء الأحد الماضي بعد الفوز بالكأس .

مبروك يا أعظم شعب .. مبروك يا أكثر الشعوب عشقا لوطنه وأرضه .. مبروك لكم جميعا يا شباب مصر .. مبروك لكم يا أعظم شباب في العالم .

قيادة مصر ... كلمة واحدة نقولها لكم .. هذا الشعب هو الكنز الحقيقي .. وأنتم تخسرون هذا الكنز !
[img]http://www.kwintessential.co.uk/images/country/egypt-flag.jpg[img]