موت الدورى المصرى اكلينيكيا

فاز الأهلى على المصري البورسعيدي 2 /صفر ثم فاز مؤخراً على الإتحاد السكندري بهدف وحيد، وقابل الزمالك اسمنت أسيوط وتغلب عليه بثلاثة أهداف مقابل هدفين في من لقاء سابق للنادي الأهلي المصري.

مباراة من المفترض أنها كانت مثيرة، ولقى الإسماعيلي هزيمة من حرس الحدود ثم فاز على الألومنيوم بهدف مقابل لاشئ.

من المفترض أن تلك العناوين هي الأحداث الأهم في الدوري المصري، لكن الوضع لم يعد كذلك، فقد عادت ألغاز الكرة المصرية من جديد، بعد انتهاء فترة الاحتفالات بالفوز بالبطولة الأفريقية، ليؤكد الوضع الحالي أن الكرة المصرية لازالت تعاني من انفصام في الشخصية، فمن يتابع البطولة وأداء الفراعنة فيها واهتمام الجمهور بالتشجيع المودرن، لا يصدق أن الدوري المصري الآن وقبل انتهائه بعدة أسابيع قد دخل مرحلة الموت الإكلينيكي مثلما كان يحدث طوال السنوات الماضية ماعدا مرات نادرة..

فبعدما كان الكل يشتكي من انحصار المنافسة بين الأهلي والزمالك فقط، ويرحبون جداً بالإسماعيلية عندما يناوش الكبار، أضحى الوضع الآن أن الأهلي فقط هو من ينافس نفسه، فخرج الدوري من الملعب وباتت كل المباريات المقبلة بدون أهمية بعد ابتعاد الزمالك وتذبذب انبي وفقدان الأمل في الإسماعيلية، ولتتجه الأنظار للمعركة المملة كل عام بين الأندية التي تحاول إنقاذ نفسها من الهبوط، ويصبح البقاء في الدوري هو الإنجاز.

الأمر ببساطة يتعلق بالأسلوب الذي تدار به منظومة الكرة المصرية ككل، الإتحاد، الحكام، الأندية، الصحافة، وأمور كثيرة تجعل الكرة المصرية عرضة لمتغيرات أوصلتها لهذه الحالة، التي لا ترض عدو ولا حبيب، في الزمالك والإسماعيلي مثلا، مشاكل إدارية لا حصر لها، كلاهما يعاني من غياب مجلس إدارة مستقل ودائم وينتظرا الإنتخابات، وباقي الأندية تعانى نقص اللاعبين الذين يتم تخزينهم في الأهلى والزمالك، والكل يهرول للناديين الكبيرين لأنهما بوابة الشهرة، أي أننا نعيش في دائرة مغلقة، آندية تعاني سوء إدارة، وقلة طموح، وغياب امكانيات، فيهرب الموهوبين إلى الأندية الكبيرة، لتزداد مشكلة الاندية الصغيرة تعقيداً، فينخفض المستوى أكثر وهكذا، يحدث هذا في الوقت الذي يدير الأمر فيه مجموعة أشخاص تهمهم المصالح والمكاسب المادية والإعلامية قبل مستوى الكرة نفسه، فبات الدوري يعانى من مباريات باردة، وأحداث ساخنة، وفيما عدا الأهلى لا يوجد نادي الآن أحواله مستقرة..

ولهذا عندما نطالع الصحف الرياضية لم نعد نهتم كثيراً بتفاصيل مباراة الأهلى والإتحاد أو توقعات مباراة الزمالك المقبلة، فالمستوى متوسط على طول الخط، والنتائج شبه متوقعة، لكننا لا يمكن أن نتجاهل أخبار من نوعية، ماذا سيفعل مرتضى منصور بعد أن استرد الزمالك ، ما مصير اللاعبين المعارضين لعودة مرتضى، حكم يعتزل وتوبيخ رئيس لجنة الحكام، والكلام عن الحكام الأجانب يعود مجدداًَ، جوزيه المدير الفني للنادي الأهلى يطرده عصام عبد الفتاح من الملعب لاعتراضه على القرارات، بينما يقول هو أنه كان يكلم مصور المباراة لأن وقف بينه وبين لاعب يعطيه توجيهات، رئيس الإسماعيلي المعين يستقيل، والانتخابات على الأبواب، نصف لاعبي الزمالك ينفون المفاوضات مع الأهلى، والأهلى يفاوض كل الموهوبين في الأندية المصرية، جمال حمزة يرتدي شارة الكابتن رغم وجود حازم إمام في الملعب كي "يغيظ" مرتضى منصور ويقول أنه سيغادر النادي لو عاد مرتضى.

وهكذا تسير الأمور الآن في الدوري المصري الذي فقد جمهوره وإستعاد مرة أخرى ذاكرة الخلافات والمناوشات بين الجميع، خلافات في كل شئ ماعدا السعي نحو كرة مصرية متطورة وحديثة لا تجعلنا دائما نشك في مستوى المنتخب القومي كلما اقتربنا من بطولة جديدة، وربما يكون دعاء الجمهور المصري المحب للكرة الآن يقول "اللهم انهى الدوري بسلام ومتعنا برؤية مباريات كأس العالم